قد يبدأ ألم الكتف وتيبسه بشكل خفيف، لكنه مع الوقت قد يقيد الحركة ويؤثر في القدرة على أداء الأنشطة اليومية، فخشونة مفصل الكتف، أو التهاب المفصل التنكسي (Osteoarthritis)، تحدث عندما يتآكل الغضروف الذي يسمح بحركة سلسة داخل المفصل، مما يؤدي إلى احتكاك العظام وظهور الألم وتراجع المدى الحركي تدريجيًا.
ورغم أن التقدم في العمر والإصابات القوية -مثل خلع الكتف- من أبرز أسباب الخشونة، إلا أن تطور الأعراض ليس أمرًا حتميًا، إذ يمكن إبطاء تقدمها بشكل كبير من خلال العلاجات التحفظية، وعلى رأسها التمارين العلاجية.
فالتمارين الموجهة لتقوية عضلات الكتف وتحسين مرونته تعد من أهم الخطوات الأولى في العلاج، وهي قادرة -في كثير من الحالات- على تخفيف الألم، تحسين الحركة، وتقليل الحاجة للتدخلات الجراحية مستقبلًا. وحتى إن احتاج المريض لعلاج إضافي، فإن أداء هذه التمارين بانتظام يهيئ المفصل ويحسن نتائج أي علاج لاحق.
في هذا الدليل، ستتعرف إلى أسباب خشونة الكتف، وكيف تؤثر على الحركة، ثم نعرض لك أفضل التمارين الفعالة التي تدعم المفصل وتحد من تطور الحالة، إلى جانب أبرز خيارات العلاج المتاحة في الحالات المتقدمة.

محتويات المقالة
ما هي خشونة مفصل الكتف؟ (Osteoarthritis of the Shoulder)
خشونة مفصل الكتف، التي تُعرف طبيًا بـ “التهاب المفاصل التنكسي” (Degenerative Joint Disease)، هي حالة تتآكل فيها المادة الواقية التي تغطي نهايات العظام في المفصل (الغضروف). مع مرور الوقت أو نتيجة لإصابات سابقة، تبدأ هذه الوسادة في التآكل تدريجيًا. وعندما يختفي الغضروف، تبدأ العظام بالاحتكاك ببعضها البعض مباشرة، مسببة ألمًا مزمنًا وتصلب.
الأمر لا يتوقف عند الألم فقط، بل إن شكل العظام نفسها قد يتغير، وقد يصبح مفصل الكتف “متيبس” (Stiff)، وتفقد ببطء القدرة على تحريك ذراعك بحرية. بالرغم من أن خشونة الكتف ليست شائعة بانتشار خشونة الركبة أو الحوض، إلا أنها قد تصيب حوالي شخص واحد من كل 3 أشخاص فوق سن الستين بدرجات متفاوتة.
إذا شعرت بأن الألم أصبح يعيق حياتك اليومية، فمن الضروري استشارة طبيب متخصص. ونحن نوصي دائماً بأن تكون المتابعة مع دكتور عظام أو خبير مختص في حالات الكتف تحديداً. وفي المراحل المتقدمة التي لا يستجيب فيها المريض للعلاج التحفظي، يصبح الحل الأمثل هو اللجوء إلى افضل دكتور تغيير مفصل.
الأسباب وعوامل الخطر لخشونة الكتف
في كثير من الأحيان، تتطور خشونة مفصل الكتف دون سبب واحد واضح. ومع ذلك، هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض:
- التقدم في العمر (Age): الأفراد فوق سن 55 عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة نتيجة التآكل التدريجي للغضروف.
- الإصابات والصدمات السابقة (Prior Trauma): أي ضرر مباشر مثل كسور العظام في منطقة الكتف، وإصابات الملاعب أو حوادث السقوط، وتمزق أوتار الكتف.
- الجهد المتكرر يضع ضغطًا إضافيًا على المفصل.
- النساء أكثر عرضة للإصابة بخشونة الكتف مقارنة بالرجال.
- الالتهابات المزمنة والأمراض الأخرى: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis)، وحالات صحية عامة مثل السمنة (Obesity) والسكري وارتفاع الكوليسترول، التي تُعتبر عوامل خطر عامة لالتهابات المفاصل.
الأعراض الأكثر شيوعًا
تبدأ خشونة الكتف عادةً بأعراض خفيفة تتطور تدريجياً، وقد تختلف شدتها بناءً على مدى تآكل الغضروف. إليك أبرز العلامات التي تشير إلى الإصابة:
- الألم (Pain): العرض الأكثر شيوعًا ويكون عميقًا في الكتف، ويزداد مع الحركة مثل رفع أو سحب الأشياء، ومع تقدّم الحالة قد يظهر حتى أثناء الراحة ويؤثر في النوم.
- التيبّس وضعف المدى الحركي (Stiffness): يشعر المريض بتصلب يجعل الحركات اليومية صعبة، مثل رفع الذراع أو الوصول إلى الأشياء. هذا التيبس يستدعي أحيانًا استشارة دكتور اوتار كتف لتقييم تأثر الأنسجة المحيطة بالمفصل.
- أصوات الاحتكاك أو الطقطقة (Crepitus): قد يسمع المريض صوت “طقطقة” أو احتكاك عند تحريك الكتف، وهو ناتج عن احتكاك العظام بعد تآكل الغضروف.
- الضعف وعدم الاستقرار: قد يفقد الكتف قوته مما يجعل حمل الأوزان أو القيام بحركات مفاجئة أكثر صعوبة.
تمارين خشونة الكتف
قبل البدء في أي برنامج رياضي أو حركي، يجب أولاً استشارة الطبيب المختص لتحديد التمارين المناسبة لحالتك وتجنب أي ضرر. الهدف من هذه التمارين هو دعم المفصل وتقوية العضلات المحيطة به، مما يقلل الضغط والجهد عليه.
أولاً: تمارين الإحماء ونطاق الحركة (المرونة)
هذه التمارين ضرورية لتخفيف التيبس وزيادة مرونة المفصل، وهي الأولوية في المراحل الأولى:
- تمرين (The Pendulum Exercise):
- قف واستند بيديك السليمة على كرسي أو منضدة. اسمح للذراع المصابة بالتدلي بحرية.
- ابدأ بتحريك الذراع بحركات دائرية صغيرة، ثم إلى الأمام والخلف، ثم جانباً.
- هذا التمرين يساعد في استرخاء المفصل وتخفيف الألم العام.
- تمارين (Assisted Arm Lifts):
- استلقِ على ظهرك وأمسك عصا أو منشفة بكلتا يديك.
- ارفع العصا ببطء نحو الأعلى (فوق الرأس) قدر المستطاع، مستخدماً الذراع السليمة للمساعدة في رفع الذراع المصابة.
- هذا يزيد من نطاق الحركة دون إجهاد المفصل.
- تمرين (Table Slide):
- اجلس أمام طاولة وضع منشفة مفرودة تحت راحة يدك.
- ابدأ بتحريك اليد ببطء على المنشفة إلى الأمام، ثم إلى الجانب، مع فرد الذراع قدر الإمكان. هذا يساعد على استعادة الحركة الوظيفية.
ثانياً: تمارين تقوية العضلات المحيطة
بمجرد استعادة بعض المرونة، يمكن البدء بتمارين التقوية، التي تعزز الاستقرار حول المفصل:
- الضغط على لوحي الكتف (Shoulder Blade Squeeze):
- اجلس أو قف بظهر مستقيم. اسحب لوحي الكتف (عظام الكتف الخلفية) إلى الخلف والأسفل، كما لو كنت تحاول لمسهما ببعض.
- استمر في الضغط لمدة 5 ثوانٍ ثم استرخِ.
- استخدام شريط المقاومة (Resistance Band Stretch):
- امسك شريط مقاومة مطاطي بكلتا يديك مع ثني المرفقين بزاوية 90 درجة على جانبيك.
- ابدأ بسحب الشريط إلى الخارج (الدوران الخارجي)، مع إبقاء المرفقين ملتصقين بالخصر. هذا يقوي عضلات تثبيت الكتف.
خيارات العلاج المتقدمة
عادةً ما يبدأ العلاج بأساليب تحفظية، لكن عندما يزداد الألم وتتدهور حالة المفصل، يصبح التدخل المتخصص ضرورياً.
1. العلاجات غير الجراحية (التحفظية)
تهدف إلى تخفيف الألم وتحسين الحركة دون جراحة:
- الأدوية ومسكنات الألم: استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) ومسكنات الألم الموضعية.
- العلاج الفيزيائي: برنامج مكثف لزيادة قوة العضلات وتحسين مرونة المفصل (كما ذكرنا في الفقرة السابقة).
- الحقن الموضعية: حقن الستيرويدات (الكورتيزون) أو حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP)، وتُجرى بدقة عالية تحت إشراف طبي متخصص.
2. التدخلات الجراحية (الحلول المتقدمة)
يُعتبر الحل الجراحي هو الحل الأخير عندما تفشل جميع الطرق التحفظية، ويجب أن يتم على يد جراح خبير:
- التنظير المفصلي (Arthroscopy): إجراء جراحي محدود للمفصل وإزالة أي نتوءات عظمية أو غضاريف متضررة، وقد يستخدم لترميم الأوتار.
- استبدال المفصل (Joint Replacement / Arthroplasty): هو الحل الأكثر فعالية لإنهاء الألم في الحالات المتقدمة:
- الاستبدال الجزئي (Hemi-replacement): استبدال رأس عظمة العضد فقط.
- الاستبدال الكلي (Total Replacement): استبدال رأس العضد وتجويف المفصل، وهي جراحة دقيقة تتطلب خبرة أفضل دكتور تغيير مفصل.
في النهاية، خشونة مفصل الكتف هي حالة مزمنة، لكنها قابلة للإدارة الفعالة والسيطرة على أعراضها. يكمن مفتاح التعافي في التشخيص الصحيح والمتابعة الدقيقة مع افضل دكتور عظام يمكنه رسم خطة علاج شاملة ومخصصة لحالتك.
للحصول على خطة علاج فردية تستند إلى أحدث التقنيات الأوروبية وخبرة متخصصة في جراحات العظام والمفاصل الصناعية والتدخل الجراحي المحدود؛ أنت بحاجة إلى استشارة طبيب مُتخصص لديه من الخبرة والكفاءة ما يؤهله لتقديم رعاية صحية متميزة، وهنا يبرز اسم الدكتور ياسر رضا موسى، استشاري وخبير جراحات العظام وإصابات الملاعب والمفاصل الصناعية والتدخل الجراحي المحدود.
